بسم الله الرحمن الرحيم
ما دمنا أحياء فلن نتوقف عن قول كلمة الحق
وزجر أهل الباطل وخصوصاً من اتخذ من الخبث والخيانة والغدر
رأسا لماله لا يستطيع أن يعيش دونه مهما بلغت فيه محطات العمر
فهناك من بلغ لعتبة الموت ولا زال يستحل الاسراف في الكذب
ويكرر الخبائث ويعيش في المتناقضات وهذا والله من علامة سوء الخاتمة
وجه قبيح وقلب أسود ونفس كريهة وخبث فائح كلها وجدت في شخص
المزور الخائن لتراب الجزائر
محمد رضا السكدالي - أخزاه الله
-----------------------
قبل فترة تباحث مع علامة في الأنساب في الجزائر حفظها الله وتناقشنا حول حقيقة نسب هذا المزور الدعي وكان من محصلة ذلك هذه الحقائق المذهلة :
يدعي السكدالي بأنه ينتسب الى اولاد طاع الله من بني زيان ملوك تلمسان ورغم أن هذا لم يثبت إلى هذه اللحظة ولكن سسناقش أصل هذا النسب فقد اختلف النسابون في نسبهم اختلافا شديدا فمنهم من نسبهم الى:
1- الأدارسة
2-السليمانيين
و رد كل هذا المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون فنسبهم الى بربر زناتة و قد حاول مؤرخوا دولتهم تزوير الحقائق كما فعل صاحب ( بغية الرواد) يحيى ابن خلدون و رد عليه قريبه عبد الرحمن ابن خلدون و جاء المتاخرون و انتسبوا الى سليمان كما يفعل جماعة من انتسب لهم السكدالي و بقي بنو عمهم في المغرب ينتسبون الى زناتة و الادارسة و منهم بنو جرار المعقلي الذيت انتسبوا الى موسى الهراج و هذه بعض الأدلة:
صراحة النسب البربري : بني مطهر بن يمل بن زكن بن القاسم ومنهم بنو طاع الله
النسب البربري حدث ولا حرج
نسبة بني جرار لهم والذين صاروا في عداد بني معقل اليوم
بني جرار والنسبة لطاع الله
التزوير في الانتساب الباطل للنسب الادريسي الشريف !!
المخطوط بشكل أوضح والدناءة في التزوير للنسب الادريسي الشريف !!
الضياع بين نسب ادريسي تارة ونسب سليماني تارة اخرة
ونعيد الصفعة له من صاحبه ( العميل السابق )
فكما يوضح ( نسابة وفلتة زمانه )
بأن من قواعد الأسانيد ومن أسباب الضعف والبطلان هو
وجود الاضطراب !!
وفي أثناء بحثنا استوقفنا
على نبذة في الويكيبيديا نصت :
الزيانيون، بنو زيان أو بنو عبد الواد سلالة من قبيلة زناتة الأمازيغية حكمت في المغرب الأوسط (الجزائر) بين 1235 و1554 م. وعاصمتهم تلمسان.
وأخبرنا الباحث الجزائري بالخبر التالي :
محمد رضا خرج قريبه في مدينة تلمسان المعروف بولد رحمة على السلالة E
ولو رجعنا للتاريخ قليلاً لنقرأ ما في طياته :
نجد المؤرخ المغربي ابن زيدان في ( المنزع اللطيف) يذكر لنا مقولة:
" كاد المغرب أن يكون شريفاً "
من كثرة من ادَّعى الشرف
ختاماً ، أقول للمزور الدعي ( محمد رضا السكدالي ) عندما كتبت هذا الموضوع لا تظن أنني لا أعرف ما هي طرقك الخبيثة بالرد والتقصدات للآخرين ولكن أقسم لك بالله ثلاثاً إن وجدت منك حرف واحد خارج نطاق الرد العلمي على هذا الموضوع لأسقينك من كأس لن تقدر على تحمله بصور تخصك منذ صغرك ولأفراد عائلتك ليومنا هذا ستنشر لأننا نعلم بحجم وقاحتك وخبثك وأنك لا ترتدع إلا بالخوف.
وعليك أن ترد على نسبك فقط وتثبته ، اما جماعتك فنقول لهم إنكم لو أردتم السلامة لما جعلتم هذا الخائن يخوض في الأنساب وكأنه عالم !!
وهو أجهل من فيه وأفسد من زور، وقد أعذر من أنذر.
نرحب بالنقاش العلمي أما التقصدات الشخصانية وإلصاق مسئولية الموضوع لشخص غير الشريف منذر معاذ الوحاحدي الحسيني فستكون فاتورته غالية جداً.
وللموضوع بقية نكملها فيما بعد
كتبه وحرره : الشريف منذر معاذ الوحاحدي الحسيني
بالتعاون مع الباحث العلامة الجزائري المخلص لوطنه
بني زيان الأشراف الكرام ملوك تلمسان:
ردحذفبسم الله الرحمن الرحيم، هذه كلمتي في المداخلة التي قدمتها في اليوم التحسيسي والإعلامي التعريفي بقصبة بني يلمان يوم 11/04/2015 والذي حضره جمع من الأشراف والنسابة والأساتذة في التاريخ والآثار من بقاع عدة من الجزائر، وهي بادرة خير وفاتحة لملتقيات أخرى بحول الله، وقد حاولت في هذه الكلمة تبيان العلاقة التي كانت بين بني يلمان الأشراف الكرام وبني زيان الأشراف ملوك تلمسان، وتكلمت عن شرف بني زيان أولا وعددت ما وصلت إليه يداي من مصادر تتكلم عن ذلك، ثم حاولت أن أرد على بعض الكتابات، ثم ختمتها بالعلاقة المذكورة سلفا مستدلا بما وجد عندي من مخطوطات وخاصة مخطوط ابن العم الحاج ابن تريعة المكتشف حديثا الذي تكلم عن بني زيان، كما استدللت ببعض ما قاله نسابتنا الأستاذ البوخاري وبعض المهتمين بذلك وببعض الجمل التي أعجبتني فتركت سياقها كما قرأتها ،وفي كتابي إن شاء الله سأذكر كل من له حق فيما كتبت للأمانة العلمية. كما أنه لا يزال حوالي الثلثين من المعلومات عن الموضوع لم أنشرها بعد وسيأتي ذكرها في كتابي ان شاء الله وتحتوي حقائق تاريخية ومشجرات أنساب لم تنشر من قبل أبدا تخص أجدادي بني زيان وفيه سبق تاريخي عنهم لم يتطرق له المؤرخين قبلا. كما أنه يحتوي على أمور لا يعرفها عن ملوك تلمسان الا شخص من العائلة آنذاك.
وأرجو من الإخوة أن ينتقدوا ما كتب نقدا بناء، وهذا إثراء للموضوع فقط وليس لأي شيء آخر، وممكن قد تكون خانتني بعض الأمور لا سيما المنهجية العلمية في الطرح لطبيعة تكويني البعيد كل البعد عن أمور الأنساب، ورغم هذا أتحمل مسؤولية كلامي كاملا، وقد كان عنوان المداخلة: "بني زيان ملوك تلمسان وبني يلمان منذ ذاك الزمان: ماض واحد وحاضر واحد نفتخر ونمضي بهما إلى الأمام لمستقبل نرجو من الله أن يوفقنا فيه ويكون أحسن مما كان".
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا، وحبيبنا، وشفيعنا محمد عليه أزكى الصلاة وأفضل التسليم وبعد:
لا يفوتني في هذا المقام إلا أن أشكر جمعية أحباب القصبة للثقافة والتراث ببني يلمان، التي لولا فضل الله سبحانه وتعالى ومجهودات أعضائها لما كان لنا أن نلتقي اليوم مع هذا الجمع المبارك في هذه البقعة الكريمة في بني يلمان أرض الأشراف.
لقد كان بني يلمان دوما نعم العون و المدد لبني عمومتهم من بني زيان ملوك تلمسان، فقد ذكر الدكتور يحي بوعزيز في إحدى كتاباته أنه في النكبات الثلاث المشهورة تاريخيا لدولة بني زيان كانوا لا يعودون إلى ملكهم إلا بعون بني يلمان، كما أنهم احتضنوهم بعد أفول نجم دولتهم، فعدة فروع زيانية الأصل انصهرت الآن و ذابت في بني يلمان و صارت جزءا لا يتجزأ منهم، عاشت حلوهم ومرهم و لا تزال، و كما ذكرت المخطوطات عن فروع بني زيان في ونوغة (ونسبوا إلى القصبة و غلب عليهم نسب جدهم يلمان الشريف فصاروا من شرفاء بني يلمان) ، لكل هذا أردت أن أبين العلاقة التي تربط أجدادي بني زيان ملوك المغرب الأوسط ببني عمومتهم من بني يلمان أشراف ونوغة.
و لكن قبل التكلم عن ذلك كان لزاما علي إيضاح و تبيان شرف بني زيان المصون في الكتب والمتون فضلا عن التواتر، و ما دعاني في هذا المقام للتكلم عن شرف بني زيان ملوك تلمسان بعيد كل البعد عن كوني زياني الأصل و المنبت يكتب بالعاطفة نصرة لشرف أجداده، فشرفهم واضح جلي و معلوم، بل لأني وددت تبيان بعض الأمور التي فيها رد على بعض الكتابات الغير منطقية التي قدحت فيهم و في شرفهم، فضلا عن تأويل كلام بعض المؤرخين حسب الأهواء و الأحذ بكلام البعض الآخر ممن ظنوا و لم ينفوا الشرف عنهم و يصفون ما كتب بالمنطق رغم المنطلق غير المنطقي إطلاقا فيها، فمنهم من كتب عن الأمر بدافع العداء لبني زيان و العداوة كفيلة بنزع عباء النزاهة عن كتاباتهم، و بالمقابل يصفون من ثبت شرفهم بالأدلة القاطعة بالتملق و التزلف، بل وصل الأمر ببعضهم أن قال كلاما لا يليق في علماء أجلاء، فحلال عليهم حرام على غيرهم فبحكم أهوائهم يكتبون لا بحكم المنطق الذي يدعون، كل هذا جعلني أنزع عباءة كوني زياني النسب و الأصل، أو يلماني الموطن و السكن فأردت أن أبين ما خفي أو اندس، و إيضاح ما حور أو دلس، و إحياء ما اندثر أو حبس من منطلق علمي منطقي مفهوم للعام و الخاص.
ذكر ما جاء في الكتب والمتون في شرف بني زيان المصون:
ردحذفإن من الأوائل الذين أرخوا لبني زيان أبي زكريا يحي ابن خلدون كاتب أسرار سلطانها الأعظم أبي حمو موسى بن يوسف و الذي أرخ لفترة زاهية من تاريخهم، و لا أقول بأنه كان أول من كتب عنهم فقد سبقه إلى ذلك القاضي سعيد العقباني فالخلدونيان كانا من تلامذته، و لكن كتابه ضاع و اندثر، و قد قال الرحالة و المؤرخ المغربي أبي القاسم الزياني في كتابه "الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا و بحرا" أنه اطلع عليه مع غيره من الكتب حينما زار ضريح الصوفي الشهير الغوث أبي مدين شعيب في العباد، و ذكره "و تاريخ العقباني في دولة بني زيان"، فالعقباني سماه تاريخ دولة بني زيان و ليس بني عبد الواد و الجديد في ذلك و الذي ربما لم ينتبه له بعض المؤرخين هو أن اسم الدولة لم يعرف ببني زيان إلا حينما جاء السلطان أبي حمو موسى الثاني فثبت اسمها نسبة إلى جده زيان بن ثابت و الذي كان استمرار الملك في بنيه دون بني عمومته الآخرين من بني القاسم، فذكرها من طرف القاضي العقباني باسم بني زيان يدل على معرفته بأصولهم الشريفة قبل ذلك الوقت.
و الأمر الآخر الذي أرجحه هو أن صاحب زهر البستان كتب قبل يحي ابن خلدون، فصحيح فقد السفر الأول منه منعنا من الاطلاع على ما فصل فيه في مسألة الشرف ،و لكن ما استقيناه من السفر الثاني في إشاراته لشرفهم المعلوم كفانا، فذكره مجيء يحي إلى بلاط السلطان أبي حمو سفيرا لأبي عبد الله الحفصي أمير بجاية و عدم ذكره لكتابه البغية أو الإشارة إليه أو الاستدلال به مثلما فعل باقي المؤرخين بعده يؤكد ذلك، كما وجب الإشارة هنا لأمر غفله من أراد المس بما قاله يحي ابن خلدون في أنه كتب عن شرفهم و هو في بلاطهم، فالأخير في زيارته المذكورة سلفا مدح أبي حمو موسى بأبيات شعرية تضمنت بيان شرفهم، فقد ذكر ذلك قبل أن يخدم في بلاطهم بحوالي الثلاث سنين و قبل الكتابة عنهم بحوالي العشر سنين، و بالتالي الاستدلال بذلك مردود.
إن يحي ابن خلدون في كتابه "بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد و ما حازه أمير المسلمين مولانا أبو حمو من الشرف الشاهق الأطواد" في جزئه الأول فصل في شرف بني زيان، و جاء بالحجج و الدلائل و القرائن التي تثبت ذلك، ففي تعريفه بقبيل بني عبد الوادي قال: "و هو فخذان أحدهما بنو عبد الواد، و بهذا الاسم عرف الجميع تغليبا و أصله عابد الوادي رهبانية عرف بها جدهم" و ربطه بسلسلة نسب زناتة، و عدد فرقهم حين قال: "و هم خمس نفر بنو ياتكتن، و بنو وللو، و مصوجة، و بنو تومرت، و بنو ورسطف"و زادهم فصيل سادس في السفر الثاني فرع "بني زردال" لأن عابد الوادي و زردال أخوان، ثم أضاف: "و الفخذ الثاني، الذين هم بنو القاسم من ولد إدريس بن إدريس بن عبد الله الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، قيل هو القاسم بن إدريس، و قيل ابن محمد بن إدريس، و قيل ابن القاسم ابن إدريس، و قيل ابن محمد بن عبد الله بن إدريس و هو أحب إلي لاشتهاره و إجماع المشيخة عليه، و انسب عند اعتبار الزمان لانقضاء دولة الأدارسة" ثم أضاف: "فكان القاسم هذا ممن انضاف إلى قبيل بني عبد الواد، فأكرموه منزله، و مثواه، و عظموا قدره، و شرفوه، و حكموه بينهم في الشرائع، و انقادوا عن آخرهم إلى طاعته، فتزوج فيهم، و نسل بينهم ذرية صالحة كثيرة". ثم ذكر فروعهم الستة فقال: "وكانت شيعتهم شتى، منهم بنو مطهر بن يمل بن يزجن بن القاسم، وبنو غزار بن مسعود بن يكريمن الأكبر بن القاسم، ويضاف إليهم أولاد عمرو ويكريمن الأصغر أخوي وعزان، ثم بنو دلول بن علي بن يمل، وبنو طاع الله بن علي بن يمل، وفي عقب محمد بن زيدان بن يندوكسن ابن طاع الله هذا الملك وأولاده من بعده ثلاثة زيان بن ثابت هذا هو والد المولى يغمراسن، ثم جابر بن يوسف المتملك الأول"، انتهى كلام يحي ابن خلدون. فيصبح في بني عبد الوادي تغليبا اثنا عشر فصيلا.
ثم أضاف: "فبنو القاسم هم الذين حازوا الشرف وكرم الأبوة، وفخر الملك القديم والحادث. قلت ولا يسمع للطعن في هذا النسب الكريم لأنه من الشهرة بالآفاق والفشو في القبائل والآباء، بحيث لا يحجبه بعد دار، ولا يجحده لسان عدو، في المشهور من مذهب إمام دار الهجرة رضي الله عنه ثوب الأنساب بمجرد الشهادة من غير معرفة أحوالها، حكى الباجي في منتقاه وغيره من المتأخرين أن شهادة السماع الفاشي المتواتر تفيد العلم إجماعا، قال ابن القاسم: يقطع بالنسب وإن لم يعلم الأصل. وقال بعض قضاة المتكلمين: خبر الواحد إذا حقت به القرائن أفاد العلم فان روعيت في إثبات هذا النسب الشريف الشهادة فلا شهادة أعدل من الأصل لأنه اشتمل على شيب وشبان، ورؤساء
ومرؤوسين، ورجال ونساء من بني عبد الواد يعرفون أصلهم، ويدينون بصحة منتماهم الهاشمي، وإن اكتفى فيه بالسماع الفاشي فأمره في المشارق والمغارب مشهور في لسان الولي والعدو وشأنه معروف بحضرة تلمسان دار أولهم، وآخرهم عرفان الشمس، فهو إذا اظهر من أن يخفى وأوضح من أن يجحد".
ردحذف"وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى ليل"
و قد كتب الحافظ التنسي زمن السلطان أبو عبد الله محمد المتوكل كتابا سماه "نظم الدر و العقيان في بيان شرف بني زيان و ذكر ملوكهم الأعيان و من ملك من أسلافهم فيما مضى من الزمان" خلد فيه شرفهم، و عدد فروعهم، و بين الفرق بينهم و بين أخوالهم بني عبد الواد، و ربط سلسلة نسبهم بالقاسم من ولد محمد بن عبد الله ابن إدريس ابن إدريس، كما ذكر اختلاف النسابة في طريق اتصال القاسم بولد عبد الله الكامل، و أورد أمرا جديدا حين قال: "و الذي صححه صاحب ترجمان العبر أنه القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل". فقد أورد كلام عبد الرحمان ابن خلدون على أنه رد بني زيان إلى السليمانيين نسبة إلى سليمان بن عبد الله الكامل وهو تفنيد صريح من التنسي لمن أراد أن يفهم كلام صاحب العبر على أنه نفي لشرفهم.
وهنا وجب التنبيه على أن اليعقوبي في كتابه "البلدان" كان من الأوائل الذين تكلموا عن القاسم من ولد سليمان بن عبد الله الكامل حين قال: ".... ثم إلى المدينة العظمى المشهورة بالمغرب التي يقال لها تلمسان، وعليها سور حجارة، وخلفه سور أخر حجارة، وبها خلق عظيم وقصور ومنازل مشيدة، ينزلها رجل منهم يقال له محمد بن القاسم بن محمد بن سليمان". وجاء بعده ابن حزم في "جمهرة أنساب العرب" وقال في ذرية محمد بن سليمان: "ومنهم القاسم بن محمد بن القاسم بن أحمد بن محمد ابن سليمان صاحب تلمسان".
و قد سلك العشماوي طريق التنسي في كتابه " السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر بنص الكتاب" حين ذكر، أن الخلاف ليس في شرف بني زيان بل الخلاف فيمن تنسلوا منه من ولدي عبد الله الكامل، إدريس أم أخاه سليمان و قال: "و أما بنو زيان أهل مدينة تلمسان، كما نص عليهم التونسي صاحب البرهان، قال المدراوي الدر و العقيان يشبه شرف بنو زيان، و قال الطرطوشي أمر من الحرير و الدروان شرف بني زيان، و قال الطبراني أفضل من اللؤلؤ و الياقوت و المرجان شرف بني زيان، و قال المقري أعلا من الذهب و الفضة و الزبرجد و الدر و العقيان يشرف بنو زيان" و قد رجح مشجر الأدارسة على السليمانيين في آخر كلامه.
كما أن ابن جزي الكلبي حفيد الحفيد صاحب مخطوط "مختصر البيان في نسب آل عدنان" قد فصل أيضا في شرف بني زيان فقال: "وفر إلى بني عبد الواد وتزوج وخلف ذرية مولاي محمد بن زيدان بن طاع الله بن أبي الحسن علي بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس وخلف ابنه ثابت وترك ابنه مولانا زيان بن ثابت بن محمد الشريف في قبائل بني عبد الواد". ثم نسب بني عبد الوادي إلى عرب قيس بن غيلان، وعدد فرقهم، وبين بأنهم أخوال الشرفاء بني زيان الذين ذكر فروعهم الكريمة حين قال: "الشرفاء هم أولاد مولانا زيان بن ثابت الحسني، وهم بني طاع الله وبني دلول وبني مطهر وبني وعزان وبني معطي وبني جم وبني جوهر".
ثم يذكر ارتفاع نسبة الشرفاء أولاد مولانا زيان بن ثابت الشريف الحسني، و شجرتهم العالية، فيوردها متجاوزا بعض الأسماء ممن ثبتت في مشجر بني زيان، و هدفه التعريف بالألقاب التي عرفوا بها بدءا من السلطان المعاصر: "مولانا أبو عبد الله محمد بن ثابت بن أبي بكر الملقب تاشفين بن أبي زيد عبد الرحمان ابن الأمير المنتصر أبو حمو بن أبي عمران موسى بن أبي يعقوب يوسف بن أبي زيد عبد الرحمان بن الأمير المنتصر أبي زكريا يحي بن الأمير يغمراسن بن مولانا زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان الملقب يزكاب بن محمد الملقب يندوكسر عبد الله ابن علي الملقب يزجان بن مولانا أبي القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه".
وفي المخطوطات الثلاث "زهرة الأخبار في تعريف أنساب آل بيت النبي المختار" "الأنوار في نسب آل النبي المختار" و "الأنوار وكنز الأسرار في نسب آل النبي المختار" المنسوبة إلى المقري المحمودي وليس المقري التلمساني صاحب نفح الطيب وأزهار الرياض، فالأول لقب لقراءته والثاني لقب نسبة إلى بلدة مقرة الحالية من ولاية المسيلة أصل أجداده قبل انتقالهم إلى تلمسان. جاء أن من
أولاد عبد الله ابن إدريس بن إدريس المذكور القاسم بن محمد بن عبد الله الذي فر إلى بني عبد الوادي في نكبة الأشراف زمن موسى بن أبي العافية المكناسي، و ذكر أن القاسم هذا هو جد شرفاء بني زيان ملوك تلمسان و جاء بمشجرهم بدءا من زيان بن ثابت بن محمد بن تاشفين بن عبد الرحمان ابن أبي حمو موسى الثاني، و قد بين معنى الأسماء الزناتية الواردة في مشجرهم و ذكر في زهرة الأخبار أنه من فر إلى بني عبد الوادي هو "مولاي علي بن زيان بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الله ابن إدريس بن إدريس الحسني"، كما عدد فروع بني عبد الوادي الزناتي الخمسة و ذكر أنهم أصحاب الوظائف و أما السلاطين هم أشراف بني زيان .
ردحذفوقد ذكر ابن جزي والمقري أن للسيد أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل ستة أولاد: منهم السيد القاسم وهو الذي حكم تلمسان عشرين سنة وقد أوصى على بنيه الشيخ الغوث أبي مدين شعيب عند وفاته أهل عين الحوت، ولكن لم يوردا علاقة له بالزيانيين لأنهم اعتبروهم أدارسة.
و أما السيوطي المكناسي في "مخطوطه للأنساب" و هو غير السيوطي جلال الدين المصري، فقد رد بني زيان إلى السليمانيين و عد ثمانية عشر فرقة من الأشراف في تلمسان عشرة فرق أدارسة و ثمانية سليمانيين، و ذكر القبيلة الأولى "أولاد طاع الله سكنوا بيدر و هو طاع الله بن علي بن القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل" و هو نفس كلام عبد الرحمان ابن خلدون في ذكره بني طاع الله بن علي بن القاسم وليس بني طاع الله بن علي بن يمل بن القاسم، و هو تأكيد آخر بأن أغلب المؤرخين و النسابة فهموا كلام ابن خلدون بأنه رد بني زيان إلى السليمانيين و لم ينفي الشرف عنهم بل أخرجه إلى المضنون. والفرقة الثامنة "بنو طاهر بن علي بن أبي القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل"، وبنو طاهر المقصودين هنا هم بني مطهر.
كما حذا حذو المكناسي في رد بني زيان إلى السليمانيين العلامة مولاي إدريس الفضيلي في كتابه "الدرر البهية و الجواهر النبوية" في جزئه الثاني و ذكر نفس الفرقتين السابقتين من بني سليمان بن عبد الله الكامل، و سار على دربهما صاحب كتاب "مصابيح البشرية في أبناء خير البرية" أحمد الشباني الادريسي، و بعده صاحب "المنتقى في أعقاب الحسن المجتبى" إيهاب بن يعقوب الكتبي، و كذلك مؤرخ الدولة العلوية أبي القاسم الزياني في كتابه "تحفة الهادي المطرب في رفع نسب شرفاء المغرب"، و أيضا عبد الكريم الفيلالي في الجزء الثاني من كتابه "التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير".
وأما العلامة عبد الرحمان الفاسي في ذكره لأخيار الأشراف كما سماهم دوما في كتابه "اثمد الأبصار في الاختصاص بالشرفاء الأخيار" ذكر: "ومن أخيار الأشراف أمير المؤمنين ومغني القاصدين أبو حمو ابن يغمراسن جد أشراف بنو زيان"، وأضاف أيضا: "ومن أخيار الأشراف السيد زيان المعروف بقائل بني مطهر وهو جد أشراف بني مطهر المسمون بأولاد زيان". ثم زاد: "ومن أخيار الأشراف عزيز المنصب عريض المنكب الكبير الشريف بن الشريف السيد طاع الله المعروف بقرية ندرومة وهو جد أشراف أولاد طاع الله".
وقد روى ابن رحمون في "شذور الذهب في خير نسب" الروايتين معا: الأولى نقلا عن التنسي في ردهم للأدارسة حين قال: "ومن الباب السابع من كتاب سيدي محمد بن عبد الله بن عبد الجليل المعروف بالتنسي رحمه الله تعالى ورضى عنه في أولاد عبد الله بن إدريس: محمد بن محمد بن أبي ثابت بن أبي تاشفين بن حمو بن يوسف بن عبد الرحمان بن يحي بن يغمراسن بن زيان بن ثابت بن محمد بن زيدان بن يندوكسر بن طاع الله بن علي بن يمل بن يرجز بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن إدريس الأكبر".
والثانية: في ردهم إلى بني سليمان نقلا عن صاحب دلائل الخيرات وأظنه الشيخ الجزولي في مخطوطة "روضة الأزهار في التعريف بآل محمد المختار" المنسوبة للشريف التلمساني، رغم أن المخطوط الأخير يستأنس به فقط ولا يستدل به نظرا للخلط الكبير في الأنساب الموجود فيه. وقبل ذلك نقل أي ابن رحمون عن ابن خلدون مشجر بني سليمان وذكر منهم السيد القاسم الذي حكم تلمسان.
و من أعلام الجزائر و أبرز مؤرخيها الذين ألفوا في بيان شرف بني زيان فريد عصره و نابغة زمانه الحافظ أبي راس الناصر المعسكري الندرومي، و الذي ألف كتابا في عداد المفقود سماه "فتح الجواد في الفرق بين آل زيان و بني عبد الواد"، لكن فقده لم يمنع من ظهور كتاب آخر له تناول شرف بني زيان و هو مخطوط حقق مؤخرا سماه أبي راس "لقطة العجلان في شرف الشيخ عبد القادر بن زيان و أنه من بني زيان ملوك تلمسان"، ضمنه نبذة عن تواريخهم و بيان شرفهم و الفرق بينهم و بين أخوالهم بني عبد الواد و عدد الفرق من الجانبين خمسة في بني عبد الواد واحدة في ولد أخيه زردال و ستة في ولد القاسم الذي بني زيان من نسله. كما استدل بالتنسي وبيحي ابن خلدون وأكد أنهم أدارسة وليسوا سليمانيين كما عارض عبد الرحمان ابن خلدون بل وذكر: "قلت وفي ابن خلدون أن السلطان يغمراسن بن زيان، كان يرفع نسبه إلى مولانا إدريس"، وبقوله رد على ما فهم من كلام يغمراسن بن زيان عن شرف الدنيا.
ردحذفوالكلام عن مخطوطة أبي راس يقودنا إلى كتاب الأغا إسماعيل بن عودة المزاري "طلوع سعد السعود في تاريخ وهران ومخزنها الأسود" والذي حققه الدكتور يحي بوعزيز رحمه الله. ففي جزئه الأول في فصل دولة بني زيان لا يدع مجالا للشك بأن أبي راس هو من كتب المخطوط سابق الذكر، فيشير إليه صراحة في ذكره لشرف بني زيان ويسميه "العجالة" نسبة لما أبتدئ به المخطوط "هذه العجالة للشيخ العلامة سيدي محمد أبو راس الناصر رحمه الله". ويذكر بأن تسميتهم الزيانيين نسبة لجدهم لأبيهم زيان بن ثابت ويصلهم بالقاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس، وتسميتهم ببني عبد الواد نسبة لجدهم لأمهم عابد الوادي ويصله بزناتة. ويستشهد بأقوال يحي ابن خلدون والتنسي ويذكر الخلاف في نسبتهم أدارسة أم سليمانيون ويستدل بأبي راس في أنهم أدارسة. كما أنه يعدد بعض الكتب التي ألفت في شرفهم.
و أما الذي كتب له أبي راس تلك العجالة فهو "الشيخ عبد القادر بن زيان" و الذي لم يتعرف عليه محقق المخطوط سالف الذكر، فيذكره كتاب الأغا المزاري في جزئه الثاني حين يتكلم عن مقاومة محي الدين والد الأمير عبد القادر و كذلك الأمير نفسه للمستعمر الفرنسي سنة 1832م. و كما نعرف فأبي راس عاش بين 08 صفر 1165ه (27 ديسمبر 1751م) إلى 15 شعبان 1238ه (27 أفريل 1823م)، و مما فهم من الأحداث فعبد القادر بن زيان كان شيخا كبيرا وقتها و بالتالي أبي راس توفي قبل سنة 1832م بحوالي التسع سنوات و منه فالتقاء أبي راس بالشيخ عبد القادر ين زيان في الزمان منطقي، كما أن البعد المكاني هو نفسه حاضرة معسكر.
فمحي الدين والد الأمير عبد القادر استعان بعبد القادر بن زيان في إطفاء نار الفتنة التي كانت بين المسلمين في المنطقة لا سيما بعد الاحتلال الفرنسي لمدينتي وهران والجزائر ثم مشاركتهما معا في معركة "خنق النطاح الأولى بوهران"، ويشير لها الفقيه الحاج عدة بن علي الشريف التحلايتي في عروبيته:
"سيدي محي الدين دبر في ذا الراي وجا امزير
في سيق أنزل يالحاضر هو والمبروك الأفحال بن زيان"
ثم في "معركة رأس العين بوهران" والتي خلدها الحاج عدة سالف الذكر:
"يا سايلني نعيد لك هذا الغيوان يوم انحركوا انجوعنا لبلاد الروم
الأقطاب اثنين جمع في ذا الديوان وانصرهم يالطالب الحي القيوم
حمر اللحيا الشيخ الأفحل بن زيان يبغي الجهاد قدها عز المظيوم
محي الدين الوقيح زيفط للعربان جاته الإسلام كافة تراس وقوم
أمحال قويا التمت يا فرسان لا من يحصي أعدادها هيلات اطموم"
ثم في معركة "خنق النطاح الثانية"، أين كان الشيخ عبد القادر بن زيان ومعه قبيل الغرابة في انتظار الأمير عبد القادر بوهران.
وفي الجزء الثاني نفسه ورد ذكر لفروع أخرى من بني زيان، كالبلاغة أولاد سيدي عمر البلغي وسلسلة نسبهم والتي قد سبق وأن أشار إليها العشماوي في كتابه السالف الذكر، وكذلك ذكر فرع ابن عوالي الزياني.
الرد على بعض الكتابات:
ردحذفإن عبد الرحمان ابن خلدون في العبر، لم ينف ولم يثبت شرف بني زيان بل أخرجهم إلى مرتبة المظنون خاصة حين ردهم إلى السليمانيين. والمظنون في علم الأنساب درجة من درجات الإثبات وليس النفي، وكلامه لا يتضمن نفي الشرف عنهم أبدا. هذا على الأقل فهمي وفهم كل من يقرأ كلامه بالمنطق.
ثم لنفترض أن ابن خلدون نفى الشرف عنهم أي عن القاسم الإدريسي الفار إلى بني عبد الواد، حين ذكر في عبره: "إن كان صحيحا فقد فر من مكان سلطانه مستجيرا بهم فكيف تكون الرئاسة عليهم في باديتهم" فنقول له الآتي:
أولا: إذا سلمنا بأن القاسم هو الذي حكم بني عبد الوادي فكيف تمت الرئاسة لإدريس قبله على قبيلة أوربة البربرية في المغرب الأقصى وقد فر إليهم ونصروه وهو ليس من بني جلدتهم.
ثانيا: إن كان القاسم هذا سليمانيا وليس إدريسيا كما ظن ابن خلدون فقد حكم فيهم وهو ليس غريبا عنهم، فبني سليمان هم من حكموا تلمسان منذ مجيء الأدارسة إلى المغرب إذن فكلامه مردود.
ثالثا: الذي حكم بني عبد الواد ليس القاسم نفسه بل أحفاده من بعده، فبني زيان فرع من فروع ستة لبني القاسم تناسلوا وتصاهروا واختلطوا ببني عبد الوادي، فيغمراسن بن زيان هو أول من حكم فيهم وهو من السادس والقاسم قبله من الثالث.
هذه ثلاث حجج دامغة تؤكد غلط ابن خلدون انطلاقا من حججه هو وتاريخه هو وقوله هو بظنية نسب بني زيان وليس نفي الشرف عنهم كما يعتقد الكثير، فالفرق شاسع بين النفي والظن. والظن إذا ساندته القرائن ارتفع إلى المشهور والمعروف ونسب القاسم مشهور بكلام ابن خلدون نفسه، وهذا الأمر أي الشهرة هو مذهب يحي شقيقه كما ذكرنا سلفا في بغية الرواد.
أضيف أمورا أخرى: ففي تبيان ابن خلدون لفرق بني القاسم قال: "أظهرها فيما يذكرون". من يذكر له، المؤرخين قبله وهو ما لم يحدث قبله تماشيا مع طرحه هو، أو ما يذكره بني القاسم عن أنفسهم وهو المرجح. فكيف به إذا يقبل ما يذكرونه عن فرقهم ولا يقبل ما يذكرونه عن شرفهم.
ثم لماذا لم يتكلم عن شرف بني زيان قبل موت أخيه يحي. إذن فقد كتب من منطلق انتقامي وهذا يكون كفيلا بإسقاط النزاهة العلمية عن كتاباته.
ثم إن ابن خلدون كان صديقا لذي الوزارتين لسان الدين ابن الخطيب وقد راسله مستفسرا عن عدة أمور وتواريخ، وهذا الأخير أي ابن الخطيب قد ذكر شعرا مدح به أبي حمو موسى تضمن بيان شرفه كما أنه قد كتب عن تاريخهم في كتابه "رقم الحلل في نظم الدول"، فلم لم يتكلم ابن خلدون عن ذلك.
ثم إن قيل بأن يحي ابن خلدون كتب عن شرف بني زيان وهو عامل في بلاطهم، أو لم يكتب أخاه عبد الرحمان عن شرفهم وهو عامل في بلاط أعدائهم بني مرين وبني حفص، أو لم يرفع أول نسخة من العبر إلى خزانة أبي العباس الحفصي سلطان تونس وهو الذي كان العدو الأول لبني زيان وقد جهر بعدائه.
ثم إن كان سبب الطعن في كلام يحي هي الظروف التي كتب فيها عن شرف بني زيان، أو ليست هي نفس الظروف التي كتب فيها أخاه عبد الرحمان. فلم نطعن في هذا ونتناسى ذاك.
ومن الأمور التي سقط فيها ابن خلدون وهي البعيدة كل البعد عن بني زيان، هو أنه كان يعتبر نظريته في نشأة الدول من منطلق العصبية القبيلة وليس غير ذلك، وهذا ما أسقطته أمثلة تاريخية عديدة. ضف ما وقع فيه من تناقض في نسبته لقبيلة زواوة البربرية مرة للبتر ومرة للبرانس فكيف يكون ذلك.
والأمر الذي نزع عنه النزاهة العلمية تماما لمن هو مطلع والذي غفله من كان يغرف من العبر بدون تمعن، هو أنه نقل جملا وتواريخ ونصوص كاملة في كتابه العبر من "كتاب مفاخر البربر" لمؤلف
مجهول الذي ألف سنة 712 هجري أي قبل العبر بحوالي الثمانين سنة، و المصيبة هو أنه لم يشر لا من قريب و لا من بعيد إلى صاحبها الأصلي و كأنه هو من اكتشفها.
ردحذفإن ما ذكرت عن عبد الرحمان ابن خلدون جاء متدرجا، ولا يمنعني من إنصاف الرجل والقول بأنه متضلع في علم الاجتماع لا في علم الأنساب، وما جادت به قريحته في المقدمة من معرفته ومعالجته طبائع الناس وأحوالهم تغني دارس علم الاجتماع عن كل شيء. ولكن ما ذكرت سابقا كلها تساؤلات وأمور تجعلنا نعيد النظر في الكثير من كلامه وألا يؤخذ كلامه مثلما يفعل البعض وكأنه قرآن منزه وصاحبه مقدس وكأنه معصوم من الخطأ يعرف كل شيء.
ولأن الدكتور محمود آغا بوعياد رحمه الله استدل بكلام عبد الرحمان ابن خلدون عند تحقيقه للفصل السابع من كتاب التنسي السالف الذكر "الدر والعقيان"، ارتأيت أن أبين أنه جانب الصواب وخرج عن التحقيق العلمي المنطقي المنصف. فقد ذكر أن التنسي لم يعرف ولم ينقل من العبر، ولو اطلع عليه لنقل منه. فأقول: أو لم يدر حقيقة أن التنسي نقل منه حرفيا في ثلاث مواقع كان الأدهى والأمر في ذلك أنه أي بوعياد ذكر مواضع الورقات الثلاث في الهامش، وقال بأن التنسي نقلها من كتاب "ترجمان العبر" زاعما أنه لم يتعرف على هذا الكتاب. ألم يستدل بكلام صاحب العبر في الرد على التنسي. وهو قد استدل به فكيف لم يقرأ ما قاله في بني زيان، هل يجوز ربما أن نقول إنه لم يقرأه إطلاقا. ألم ينتبه بأن ما نقله التنسي هو نسخ حرفي لما جاء في العبر، ثم كيف لمعاصره الذي حقق الفصل السادس من نفس الكتاب (الأدارسة والسليمانيين)، وهو الدكتور عبد الحميد حاجيات يتعرف على الكتاب، والعبر هو نفسه ترجمان العبر، ألم يسمع بذلك.
ثم أن المحير فعلا هو أن بوعياد مدح التنسي على جوابه في قضية يهود توات حينما استفتاه "المغيلي"، وبأنه لم يلتفت لا يمينا ولا شمالا ولم يستمع في ذلك لولاة الأمور في فتواه. ثم بعدها ذمه في قضية شرف بني زيان واتهمه بالتملق لهم. فالقضيتان سيان الاستماع أو عدم الاستماع لولي أمره المتوكل أبي عبد الله محمد. فأين المنطق هنا في كل ما قاله بوعياد.
و أما ما جاء به محمد بن علي السنوسي في كتابه "الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية" و سايره في ذلك ابن حشلاف فهو التناقض بعينه، فالأول أي السنوسي نقل كلاما لا يقبله العقل عن كتاب لابن خلدون التلمساني يسمى"تحقيق الأصول كما في شرح سلاسل الفصول" يذكر بأن بني زيان التالوتيين (نسبة إلى عين تالوت الغرب و هي عين تاسة الحالية نواحي سيدي بلعباس) حكموا تلمسان بعد انقضاء ملك بني عبد الواد كما سماهم (أي بني زيان بن ثابت والد يغمراسن)، و يذكر بعدها بأن حكمهم كان مع أواخر بني مرين أو مع بداية بني وطاس أو الاثنين معا. ورغم قوله الله أعلم، فكتب التاريخ المختلفة لم تذكر أبدا أنه حكم تلمسان أي زيانيين غير بني زيان من ولد يغمراسن بن زيان لا قبلهم (الموحدين) ولا بعدهم (الدخول التركي) فعن أي بني زيان حكموا تلمسان يتكلم السنوسي.
ثم يستدل بالمقريزي وهو المصري البعيد عن المغرب الأدنى فكيف بالأوسط، وما هو إلا ناقل لكلام ابن خلدون مجردا حسب تفكيره. ثم بعدها استدل بكتاب "مرآة المحاسن" في ذكر تاريخ قيام وسقوط دولة بني زيان وأول ملوكها يغمراسن بن زيان وآخرهم أحمد بن الأمير عبد الله سنة 953 هجري، ويزيد: "حتى تغلب الترك عليها"، ويورد كلام الونشريسي في استيلاء خير الدين التركي على ملك بني زيان العبد واديين حسبه، وهنا تحديدا: "إن كان يستدل بكل هذا الكلام ويعرفه بل ويذكره، فكيف قال قبل ذلك بصفحة أو صفحتين أن بني زيان التالوتيين حكموا بعد بني زيان بن ثابت العبد واديين. والله لهو التناقض بعينه".
إذن ما استند عليه السنوسي على كل حال لا يستدل به عند الإثبات والاحتجاج فضلا عند وجود الخلاف، فمخالفته لمن هو أوثق منه ومعارضته لما ثبت في صحيح التواريخ زيادة على نكارة صاحب الكتاب الذي نقل منه وجهالته بل وشذوذه فيما نقله، كل ذلك من شأنه أن يسقط حجته ويضعف أحجيته.
وأما الثاني عبد الله بن حشلاف في كتابه "سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول" فقد وقع في تناقض يصعب فهمه وما هو هدفه ومغزاه، فعند نقله لكلام العشماوي قال كلاما لم يذكره العشماوي في كتابه إطلاقا، فمثلا لا حصرا عند ذكره لذرية عبد الله بن إدريس نقل عن العشماوي بعض
الفروع من بني زيان وتحاشى ذكر سلسلة النسب والتي تظهر بوضوح نسبتهم لبني زيان ملوك تلمسان، بل وزاد وربطهم بأولاد دلول أو يلول باسم "يغموس الشاذلي" الذي لم يذكره العشماوي إطلاقا لا في بني زيان ولا في بني دلول، فكيف أضافه لا ندري. والتناقض الفاضح هو أنه نسبه للعشماوي في كلامه.
ردحذففإن كان يعترف بشرف الفروع (حتى وأنه أخلطها خلطا وعجنها عجنا) فكيف ينفي الشرف عن الأصول، ثم إن نظرنا إلى ما كتبه في أواخر كتابه من نقل حرفي لكلام السنوسي في شرح لفظة "زيان" لفهمنا بأنه خرج من حفرة ليسقط في أخرى، فقد كتب ما كتب ليتحاشى ذكر سلاسل نسب بني زيان مثلما ذكرها العشماوي والتي تبين أصولهم، ولكنه نسي وثبت شرف فروعهم فلم يوفقه الله فيما أراد.
وما شد انتباهي ما جاء في كتاب "تاريخ الجزائر في القديم والحديث" لشيخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مبارك بن محمد الميلي رحمه الله، هو استدلاله بما ذكره أبي راس المعسكري عن تواريخ بني زيان، ولكن عن شرفهم استدل بما فهمه من كلام ابن خلدون، فإن كان أبي راس ليس ذا مصداقية للاستدلال به في شرفهم وهو العالم الحافظ والناقل لكلام الحافظ الآخر التنسي، فلماذا نستدل به في ذكر تواريخهم ونسبقه على ابن خلدون الذي عاش في عصرهم، فالتاريخ يصح عن المعاصر لهم يعرف أحسن من الناقل عنهم.
أردت أن أنهي فصل شرف بني زيان بأمر وهو أن جل المؤرخين الذين نراهم ينفون الشرف عن بني زيان فعند ذكرهم لبني زيان يذهبون ويفصلون في بني عبد الوادي ونسبتهم الزناتية وكأن الناس لا تعرف بأن بني عبد الوادي من زناتة، ولم يوجدوا ولم يبينوا علاقة تربط بني عبد الوادي وبني زيان مثل علاقة الابن بالوالد إلا القول بأن القاسم بن عبد الوادي وبني وللو بن عابد الوادي وبني تومرت بن عابد الوادي وهكذا.
فأنه لا أحد بمن فيهم صاحب العبر لم يستطع ربط القاسم بعبد الوادي كربط الابن بالوالد فدائما ما يشيرون العبد الوادي كنسبة عامة وليس والدا للقاسم حتى ولو ذكروا لفظة "ابن"، فإن استطاعوا أن ينفوا كما زعموا أن القاسم ليس بن محمد بن عبد الله بن إدريس أو أي سلسلة أخرى تربطه بالأدارسة أو السليمانيين، فلماذا لم يربطوا بين القاسم وعابد الوادي كربط الابن للأب فدائما القاسم من بني عبد الوادي وفقط. فكيف نفوا الشرف عنه وهم لا يعلمون من هو، فان ذكر غيرهم مثلا أنه بن محمد بن عبد الله بن إدريس نفوا ذلك، فهلا ذكروا لنا من هو.
ثم لماذا لم يذكروا ما قيل عنهم من طرف علماء أجلاء، كإبراهيم التازي، والشريف التلمساني، وعبد الله العبدوسي، فقد ذكر الدكتور يحي بوعزيز: أن الشيخ إبراهيم التازي لما بعث له السلطان المتوكل يشاوره في أمر، قال لرسوله أبو عبد الله بن عيسى "والله إني لأحب هذا الملك وأوثره لكونه جمع خصالا من الخير والدالة على كمال العقل ومناقب من السؤدد لم تتوفر في غيره، وكفاه فضلا وسؤددا انتسابه للجناب العلي، أهل البيت الرسالة ومقر السيادة".
كما ذكر ابن صعد قال لي أبو عبد الله: "فلما سمعت هذا من سيدي إبراهيم، ابتهجت به سرورا واستردته تثبتا، فقال لي لما قفلت من بلاد الشرق ونزلت تونس قصدت شيخنا الإمام سيدي عبد الله العبدوسي وذكرت له ما عزمت عليه من التوجه لتلمسان، فقال لي سيدي عبد الله أن ملوكها من الشرفاء الحسينيين" وهو يقصد الحسنيين ربما هو تصحيف من الناسخ أو خلط من المحقق.
العلاقة بين بني يلمان وبني زيان:
ردحذفلقد نصر بني يلمان الدولة الزيانية في أحلك أيامها، بل وساهموا مساهمة مباشرة في إعادة إحيائها من جديد خاصة وقت أبي حمو موسى الثاني، فالمخطوطات القيمة المكتشفة مؤخرا من طرف ابن العم أستاذي الفاضل الحاج ابن تريعة، تبين كيف أن بني يلمان ساهموا وبالفرسان في دخول تلمسان، فالمخطوطات تذكر حقائق تاريخية مهمة لم يتطرق إليها المؤرخين من قبل، وتعطي تفاصيل عن تاريخ بني زيان غفلها من أرخ لهم، إذن فهي سبق تاريخي هام فيما يخص تاريخ بني زيان وعلاقتهم ببني عمومتهم من ببني يلمان حينذاك.
فالمخطوطات تتكلم عن تاريخ الدولة ككل، واقتطفنا منها ما يهمنا في مداخلتنا هذه فيما ذكر عن الحاج إسماعيل تريعة من نسل بني زيان ملوك تلمسان، وقبل أن نصل إلى نسبه وذريته في قصبة بني يلمان، كان لا بد لنا من ذكر ما قيل في تاريخ أجداده وعلاقاتهم بأهل القصبة حتى نفهم كيف أحتضن اليلمانيون إخوانهم من بني زيان بعد ذلك.
المعلومة التي أكدتها المخطوطات هي معنى اسم يغمراسن بن زيان، وقد ذكرت أيضا في مشجر الشيخ زروق التريعي ومعناها (أن السيد زيان بن طاعة الله ازداد عنده ولد سماه عمر وبالزناتية ينطق يغمر، فلما بلغ الخمس سنين أصبح يفهم كل ما يسمعه ويفهم معانيه، فصارت أمه تفتخر به وتقول ولدي يغمر – أسن أي عمر يفهم).
تذكر المخطوطات أنه بعد أفول نجم الدولة الأول وقت يغمراسن بن زيان توزع وإخوته في الأقطار: فيغمراسن فر هاربا إلى تاوغزوت، وأخاه السنوسي بقي في موضعه في جبال اترارة إلى فقيق، ومثله الطاهر باليعقوبية إلى جبل العمور قرب الشط، وشعيب بن زيان بأغواط أكسال إلى قرب عين الثلاثة. ثم فر يغمراسن بعدها إلى دريد الشابية، وله أربعة أولاد، وتنسلت منهم عدة فرق: فمنهم فرقة بنتيطر بقرب مطماطة، وفرقة بزواوة يقال لهم أولاد أحمد بن زيان، وفرقة منهم بالأهوار يقال لهم الهواورة، وفرقة منهم بتاوغزوت، وغيرهم كثير.
ويذكر المخطوط أن يغمراسن بن زيان مات في الخنقة، وأن يحي ابنه تزوج أسماء بنت السيد محمد الصالح، فولدت عبد الرحمان الذي مات أبوه يحي ودفن في سيدي خالد، وبقي عبد الرحمان في حجر أخواله إلى أن كبر، فانتقل إلى دريد وتزوج بفاطمة البوزيدية، فولدت له يوسف، وحين قصد عبد الرحمان أخواله قتله المزني ببسكرة، وقد رزق ابنه يوسف بولدين من زوجته زينب بنت محمد الأعبيدي، وهما حمو موسى وأخوه أبو جميل (وهنا جد جديد فلم يذكر أبدا أحد قبل هذا أنه يوجد أخ لأبي حمو يسمى أبا جميل). ثم انتقلا معا إلى تونس مع دريد بقرب أولاد راجح (وهم الذين ذكرهم العشماوي وغيره أن فرقة من بني زيان في أولاد راجح هؤلاء)، ثم دخلوا حزب العرب مع الأتراك فرفعوا قدرهما وأعطوهما سبع فوارس في نفطة، وتتكلم المخطوطات على لسان أبي حمو حين بدأ معركته في استرجاع تلمسان، من الجريد فقسنطينة فميلة ثم كيف دخل بسكرة وقتل المزني لقتله جده، ثم كيف طوع الزاب ودخل طولقة، وأقام فيها عشرة أيام.
وهنا تبرز علاقة بني زيان ببني يلمان، فقد جعل أبي حمو أخاه أبو جميل أميرا على طولقة، وتركه مع والدته زينب بنت محمد الأعبيدي، وزوجته، وأولاده، وأصحابه، وكاتبه اليلماني، ومائة فارس من إخوانه بنو يلمان، وسكن قصبتها وهي القوسة وما حولها من الديار والنخيل، وقد حاول أبي حمو والدته على الرحيل معه إلى تلمسان فأبت، وتحير حاله على فراقها، وقد تعللت بأنها ستبقى مع أخاه أبو جميل لأنه صغير ولا تقوى على فراقه، فانصرف أبي حمو باكيا وقال شعرا يستأنس به وقت الوحشة:
ردحذفودعت صبري بالدموع كوابل يجري على صفحات الخد الذابل
يا ليت شعري هل نطيق فراقكم نار تأجج في الحشا ونازل
من لي برد الوقت يجمع شملنا بديارنا الحسناء تزهى بلابل
يا أخي جميل جال فكري ومهجتي يا طول ليلي من فراقك فاصل
اصبر فلعل الله يجمع شملنا إن لم تعقني منيتي في الأجل
لله يا والدتي الرضا يسبل على موسى وحمو ستره من صايل
فأجابه أخوه أبو جميل، ودموعه تسيل على صفحات الخد:
أقدم إلى ما أنت محاورا فالنصر والعز إليك مجاورا
بادر إلى تلك الديار وأهلها فالشوق يرقص من خلالها ظاهرا
جرد سيوف الدم لا ترحم سوى من طاع تحت الحكم جاء مبادرا
إني بإثرك بالجنود فكن على حذر من الأعداء ودوما ساهرا
وأعزم على الأمر الجميل ودم على بذل العطاء تملك قلوبا زاهرا
ثم دعت له والدته بخير، ورجعت من الدوسن مع ولدها أبو جميل، وجنوده، وطبوله، ونفيره، وأرباب دولته. وفي ذلك اليوم قتل عبد الله الأوريسي صاحب المزني ودخل سلطانا عام ستين وسبعمائة.
و في ليلة فتح أبي حمو موسى لتلمسان سنة 760 هجري برز بنو يلمان من جديد، فيقول أبي حمو: "فقدم إلينا أبو جميل بعد أن ترك أمنا في ونوغة قرب القصبة عند إخواننا بنو يلمان"، و كان أبو جميل قد رحل و والدته زينب و من معه من الجنود و الأعيان إلى ونوغة و سكن القصبة عند إخوانه بنو يلمان، و شيد البنيان (و هو يقصد هنا أن أبا جميل شيد قصرا لأمه و أطلال القصر لا زالت قرب القصبة و تعرف اليوم بخربة سلطانة) ، و قد كانوا لهم نعم المدد (يقصد بني يلمان) و أمدوهم بالكثير من العدد و العدد، و وطنهم أي بني يلمان يمتد من دون انقطاع، و ذكرهم سار في الأقطار و كانوا لهم نعم الخلان و الأنصار، فملكوا و تنازلوا لهم أي لبني زيان حبا دون امتنان، و كان قدوم أبو جميل تلمسان في ثلاثة آلاف فارس من بني يلومي الأشراف الكرام بليل، و في الصباح كتب لهم فتح تلمسان و إحياء ملك الأجداد، و قد قال في ذلك أبي حمو قصيدته المشهورة "جرت أدمعي" التي ضمنها المخطوط كاملة من دون نقص.
لقد برز مما ذكر سلفا في مخطوطات بني زيان فضلا عن مكانة بني يلمان في تلك الحقبة اتساع رقعة الأراضي التي كانت تحت نفوذهم وهو الأمر الذي ذكر في مخطوطات أخرى، ذكرت أن بني يلمان ملكوا من جنوب القصبة حتى البحر في زواوة.
وبالعودة إلى الحاج اسماعيل تريعة، فهو من نسل محمد بن المسعود بن عبد الله بن أبي حمو موسى، وقد التجأ عبد الله هذا الذي ملك (من 1399م إلى غاية 1402م) بعد سقوط ملكه إلى جدته زينب بنت محمد الأعبيدي في قصبة بني يلمان الكرام، فخلف ذرية طاهرة ملأت الآفاق وامتزجت مع إخوتهم من بني يلمان الذين كانت لهم صولات وجولات من بعد ذلك حين حموا بني زيان من الأتراك وقت سقوط دولتهم، ومما ذكر في عدة مصادر أنه استعصى على الأتراك دخول ونوغة حتى سنة 1824 وقت الباي عمر.
وقت خلف الحاج اسماعيل تريعة محمد الذي عقب ستة من الأولاد، عقبوا كلهم وسكنوا كلهم ونوغة، وهم: شعيب والطاهر وأحمد ومحمد والحاج وعبد الرحمان، ومحمد عرف بمحمد زيان قيل لشبهه بجده زيان بن طاعة الله. و المشهور أن أحمد عقب إبراهيم الذي عرف بالنفطي و إبراهيم خلف أحمد و أحمد خلف إبراهيم، و علاقتهم بنفطة قوية فأحمد كان يدرس بنفطة و لم تكن له ذرية فنذر نذرا أنه إذا رزق بابن يسميه على المنطقة، فرزق بإبراهيم فسماه إبراهيم النفطي، و قد أسس زاوية في نفطة تعرف باسمه إلى الآن، و هي زاوية "سيدي إبراهيم بن أحمد الشريف" و قد ذكره الشيخ شوشان محمد الطاهر عمارة في مخطوطته الشهيرة التي كتبت بزاويته في نفطة، و أما الحاج فقد خلف بلقاسم و بلقاسم خلف أحمد زروق و أحمد زروق خلف العالم العلامة و البحر الفهامة سيدي امحمد بن تريعة و الذي له كثير المؤلفات و الكتب منها "بلوغ الأرب في شرح شذور الذهب" و الذي في آخره مدح من طرف الشيخ محمد بن عبد اللطيف التليلي لأمحمد بن تريعة و محمد بن عبد اللطيف ذكر من الشهود العدول في شجرة الشيخ زروق التريعي و كذلك في مخطوط محمد الطاهر عمارة، و قد توفي العالم امحمد بن تريعة مع صاحبه الشيخ علي بن عمر الطولقي صاحب الزاوية المشهورة في حادثة الصلح الشهيرة، و دفن في مقبرة سيدي قنيفيد بطولقة. وأما محمد الذي عرف بزيان، فقد ولد زيان وعمران وزيان خلف الطيب وموسى وعبد الله وأحمد والأخير هو جد والد جدي، وجدي هذا سيدي زيان كان من الأعلام ونزل من القصبة من زاويتها الصديقية إلى قرية الصمة المجاورة، فأسس زاويته المشهورة إلى الآن بزاوية "سيدي زيان" سنة 1723 ميلادي، وقد أعيد افتتاحها هذه السنة.
ردحذفوكما قلت من قبل فقد سكن الجميع ونوغة ونسبوا إلى القصبة وغلب عليهم نسب جدهم يلمان الشريف فصاروا من شرفاء بني يلمان، وانتقل البعض منهم إلى جبل العمور، والبعض إلى طولقة، والبعض إلى أرض التيطري، والبعض سكن زواوة.
أختم بما قاله العالم جدي سيدي أمحمد بن تريعة في المخطوط المذكور، فقد ذكر بأنه يجتنب التقرب من الأتراك حتى لا يعرفوا أصوله التي قال عنها:
"أمي عربية شريفة والأب من نسل زيان دار الملك واجباحوا
يدعى بأحمد ابن القاسم المرتضى قد ظهرت منه أبطال وصلاحوا
ابن محمد ابن الفاضل الكامل الذي يدعا تريعة حج البيت وامجاحوا
ابن محمد بن مسعود نجل الرضا عبد الله الذي قد طالتا رماحوا
ابن حمو موسى الأمير العادل المقبل أثر الجدود لقطع العتق سباحوا
أبو جميل له أخ ويوسف أب بن عبد الرحمان بن يحي يا فصاحوا
ابن ليغمور بن زيان حق لهم دار الكمال سليل الكريم لماحوا"
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ردحذفذكرت كل هذا ليس نصرة للمدعو السكدالي لأنني لا أعرفه أصلا ولكن نصرة لأجدادي بني زيان ملوك المغرب الأوسط. وما زال في الجعبة الكثير وما في هذه المقالة يمثل الثلث مما سأنشره لا حقا في كتاب يؤرخ لأجدادي ويتكلم عن شرفهم.
ان من يأخذ مرجعيته فقط من عبد الرحمان ابن خلدون لا يمكن بكل شكل من الأشكال أن يرد به على غيره وأنا ومن هذا المنبر أتحدى كل من ينف الشرف عن بني زيان أن يأتي بالدليل القاطع بعيدا عن كلام صاحب العبر ورغم أني لم أطعن فيه بل ذكرت أنه أخرج شرف بني زيان وبالدليل القاطع الى مرتبة المظنون. فاني الآن أطعن في العديد مما جاء به في العبر عن بني زيان وعن غيرهم وبالدليل القاطع وسأرد على كل واحد بكلام صاحب العبر نفسه لا غيره لأبين تناقضه في عديد الأمور أذكر منها:
1/-الأمر المتعلق ببني زيان فان افترضنا أن القاسم حسب ابن خلدون هو ابن لعابد الوادي فهل مشجر عبد الرحمان يستقيم فعلا لا لأن القاسم وبكلام ابن خلدون نفسه من القرن الرابع الهجري وعابد الوادي بكلام ابن خلدون نفسه كان قبل الاسلام فكيف به يقول أنه ابنه.
2/-ذكر ابن خلدون نفسه الأمر في قوله السابق: ."زعما لا مستند له الا اتفاق بني القاسم هؤلاء" فقد أكد أن لا مستند لزعم بني القاسم الا اتفاقهم على الأمر وهم فعلا متفقون على انتمائهم للأشراف لأنهم يزعمون ذلك ويقرون بل يقولون به في قوله: "ويزعم بنو القاسم هؤلاء أنهم من أولاد القاسم بن ادريس. وربما قالوا في هذا القاسم انه ابن محمد بن ادريس أو ابن محمد بن عبد الله أو ابن محمد بن القاسم وكلهم أعقاب ادريس" كما في قول أخيه يحي ابن خلدون في البغية: "فان روعيت في إثبات هذا النسب الشريف الشهادة فلا شهادة أعدل من الأصل لأنه شيب وشبان ورؤساء ومرؤوسين ورجال ونساء من بني عبد الواد يعرفون أصلهم ويدينون بصحة منتماهم الهاشمي". ونحن نعلم أن يحي ابن خلدون كتب كتابه قبل أخيه عبد الرحمان كم أن الأخير عايش وعاشر بني القاسم ردحا من الزمن في تلمسان. فكيف يبين لنا عبد الرحمان مبدأ ثابتا ويكون هو أول من يناقضه.
3/-نسب العبيديين:والازدواجية الثانية في المواقف التي ظهرت عن ابن خلدون هي أنه في نفس المبدأ السابق ذكر أن "وإنما يحمل على هذا المتقربون الى الملوك بمنازعهم ومذاهبهم ويشتهر حتى يبعد عن الرد" وهو مبدأ الشهرة والسماع التي كانت ديدن أخيه يحي في اثباته لشرف بني زيان حين قال: "ولا يسمع للطعن في هذا النسب الكريم لأنه من الشهرة بالآفاق و الفشو في القبائل و الآباء بحيث لا يحجبه بعد دار و لا يجحده لسان عدو...و إن اكتفى فيه بالسماع الفاشي فأمره في المشارق و المغارب مشهور في لسان الولي و العدو و شانه معروف بحضرة تلمسان دار أولهم و آخرهم عرفان الشمس فهو اذا اظهر من أن يخفى و أوضح من أن يجحد. " فقد ذكر عبد الرحمان ابن خلدون أن الشهرة حتى ولو كانت لا تثبت الشرف ولكنه ناقض نفسه في كلامه وبيانه لشرف العبيديين الشيعة الفاطميين وضرب بالأمر عرض الحائط وذكر أن السماع يكفي لكي يثبت الشرف وقال عن العبيديين: "...ولا يلتفت لإنكار هذا النسب...فهي شهادة على السماع وكان متصلا في الدولة العباسية منذ مائتين من السنين فاشيا في امصارهم وأعصارهم والشهادة على السماع في مثله جائزة على أنها شهادة نفي ولا تعارض ما ثبت في كتاب المعتضد مع أن طبيعة الوجود في الانقياد لهم وظهور كلمتهم أدل شيء على صدق نسبهم". وكأن عبد الرحمان ابن خلدون لم يعلم بأمر بني زيان فحرام عن بني زيان أنهم من البيت النبوي وشهرة ذلك منذ القرنين ونيف بين القاسم ويغمراسن وحلال على العبيديين رغم أن مدة الشهرة سيان القرنين. فيحي كتب البغية قبل العبر وعبد الرحمان يعلم ذلك وشهرة بني زيان موجودة بكلام صاحب العبر عنهم بنفسه حين قال: "...الى ما اشتهر في نسبهم أنهم من ولد القاسم..." وشهادة السماع قرينة ثبتت في شرف بني زيان مما سبق وأن بينت فكيف به يثبت عن هذا وينفي عن ذلك. ثم أن ابن خلدون ضمن مقدمته فصلا عن كيفية اختلاط الأنساب كيف يقع بقرابة أو حلف أو فرار من قومه ونحن نعلم وهو كذلك أن القاسم فر الى بني عبد الواد وقد ذكر: "...ان كان ذلك صحيحا فغاية القاسم هذا أنه فر من مكان سلطانه..." أي أن عبد الرحمان ابن خلدون يعلم ان كان الأمر كذلك فقد يكون الاحتمال الأكبر فرارا لا غير ذلك. وقد ذكر في نفس الفصل: "...ثم انه قد يتناسى النسب الأول بطول الزمان ويذهب أهل العلم به فيخفى على الأكثر..." فان كان كذلك فكان الأحرى ببني القاسم وبني زيان منهم أن ينسوا نسبهم الشريف الأول ويقولون بأنهم بربر من بني عبد الواد وكفى.
ردحذفوفي نسب العبيديين أنفسهم كسر قاعدته المهمة وهي ثلاث جدود في القرن الواحد:وعليه نطبق هذا القانون على من أثبت لهم ابن خلدون نسبا علويا فمن هذا المنطلق الذي يثبت تناقض ابن خلدون بلسان ابن خلدون نفسه -الذي لم يكن أيديولوجيًّا بخصوص نسب عبيد الله كما يزعمون-لكن فاته أن يطبق نظرية ثلاثة أجيال في القرن التي نادى بها واحتج بها أحيانا في بعض ما جاء في كتابه العبر. فكيف يكون بين المهدي المتوفى سنة322ه والمولود سنة260ه وإسماعيل المتوفى سنة138ه ثلاثة فقط محمد المكتوم وجعفر ومحمد الحبيب؟ ثلاثة أجيال خلال 184سنة فهذا ليس فيه زيادة بواحد المحتمل ولا نقصان واحد المحتمل كما قال ابن خلدون نفسه في نظريته. بل ينبغي أن يكون بينهما خمسًا إلى ست، والسقوط زاد عن الواحد. فما رد من يعجبهم ابن خلدون ويولعون بنظرية ثلاثة أجيال رغم ما لها وما عليها.
4/-نسب الموحدين: لقد تعامل عبد الرحمان ابن خلدون في كتابه بازدواجية لم نجد لها مبررا في كلامه عن مبدأ "في أن الرئاسة على أهل العصبية لا تكون في غير نسبهم" واستشهد بأن بني زيان نالوا الملك لعصبيتهم لا لنسبهم. واستثنى من ذلك في هذا المبدأ المهدي بن تومرت الموحدي لأنه اشتهر بين الناس بعلمه لا بعصبيته وألحقه بالعترة النبوية الشريفة رغم أنه ذكر قبلها بقليل عن بني زيان أن البادية بعيدة عن معرفة الأصول والأنساب. وكأن جبال المصامدة التي هي موطن المهدي بن تومرت كانت حاضرة من حواضر المغرب ونحن نعلم أن هذه الجبال لم تعرف الحضارة يوما عكس تلمسان حاضرة المغرب وهي موطن بني زيان والتي قال عنها ابن خلدون أنها بادية.
ردحذفموقفه من بني زيان وأنه كان مع أعدائهم بني حفص وبني مرين:وحسب ما قاله الدكتور يحي بوعزيز في كتابه "تلمسان عاصمة المغرب الأوسط" فكان فراغ عبد الرحمان ابن خلدون من فصل "أخبار البربر وزناتة وأخبار الدولتين وما قبل الإسلام" من كتاب العبر ورفعه نسخة إلى خزانة السلطان الحفصي بعد وقت قصير من دخوله تونس. ودخوله كان في شعبان 780 هجري وسنة الفراغ من كتابة الفصل المذكور سلفا ذكرها المؤرخين في نفس السنة. وكما نعلم أخاه يحي توفي في رمضان 780 هجري وكان قد فرغ من كتابة الجزء الأول من البغية حوالي سنة 776 / 777 هجري. 780 هجري. أي أنه كتب بعد وفاة أخيه من منطلق انتقامي.
موقفه من قضية استوزار أخيه يحي عند أبي عبد الله الحفصي حاكم بجاية وكذلك عند أبي حمو موسى الزياني وهذا الموقف فيه تناقض صارح بينته في كتابي الذي سيرى النور قريبا
موقف ابن حجر العسقلاني ومن ورائه الشيخ السخاوي من ابن خلدون.
طبيعة فكر ابن خلدون وما مدى صلاحيته في ذلك الزمان واليوم
تقلب ابن خلدون حسب المصلحة الشخصية وطبيعته النرجسية وقد ذكر منها الدكتور عنان في التعريف بابن خلدون
نقله من مفاخر البربر دون الاشارة اليه أو فضله وهو ما نزع النزاهة العلمية عنه
خلطه في نسب زواوة البربرية
والكثير من الأمور التي بقيت لغزا عن مغزى تقلبات ابن خلدون وخلبطاته.
في الأأخير لست هنا لكي أطعن في ابن خلدون فقد أبرزت بعض الأمور فقط وأنا لا يمثل لي مرجعية في علم الأنساب ولكن من يريد أن نتكلم عما كتبه بالدليل فليتفضل.
والله من وراء القصد
أردت أن أضيف أمرا: أخي الشريف الحسيني الفاضل حين رفعت المشجر الأصفر وهو من مخطوط "شذور الذهب في خير نسب "لابن رحمون العلمي والتي كتبها نقلا عن كتاب التنسي "الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان" والتي قمت أنت برفع مشجر واحد منه الذي يربط يغمراسن بن زيان بطاع الله ولكن الأصل به ثلاث مشجرات الأول يربط أبي عبد الله محمد المتوكل بجده يغمراسن بن زيان والثاني هو الذي رفعته أنت والثالث يربط طاع الله بجده القاسم الذي يربطه بعدها بادريس بن ادريس الشريف الحسني فأين التزوير هنا في المشجر وأنك لونته بالأصفر فكان الأحرى رفع جميع المشجرات. فابن رحمون اختزل المشجرات الثلاث في مشجر واحد وكتب في أول المشجر نقلا عن التنسي من الباب السابع من كتاب الدر والعقيان فلم لم تشر أخي الفاضل الى ذلك فهل يعتبر دمج المشجرات الثلاث في مشجر واحد تزويرا في الأنساب.
ردحذفوفيما يخص بني جرار هم من بني طاع الله فعلا وكان عثمان بن جرار هو من نصبه بني مرين سلطانا على تلمسان حين دخلوها ووجدو أبي حمو موسى خرج منها وقلت الآن أنهم يعدون من المعقل فأين الخلل في ذلك وأين التدليس هنا. أو لم ينسب بني المعقل الى الطالبيين من نسل جعفر بن أبي طالب فأين المشكل هنا هم بين ظهراني بني عمومتهم فأين دليلك بأن بني جرار بربر هم فعلا من بني طاع الله فهل الدليل هو مكان سكنهم الآن.
وصاحب المنزع اللطيف الذي استدللت به في ذكره كاد المغرب أن يكون شريفا هو من ثبت في نفس الكتاب الذي ذكرته ثبت شرف الفرع الروسي الزياني الذي كان يخدم في البلاط العلوي وقت مولاي اسماعيل وهذا الفرع هو من نسل أبي حمو موسى الأول السلطان الزياني وهم أصحاب الطريقة الروسية الدرقاوية الحسنية في القصر الكبير الآن بالمغرب
ردحذف