كان لي مقال فهو تعقيب على ما ذكره ابراهيم بن منصور بن درويش الذي ذكر أن لفليتة بن القاسم ابن إسمه حسين فأحب أن أوضح أن كل من شكك في نسب الهواشم الأمراء ( فرع حسين بن فليته ) قد أجاد وأصاب عند ذكره لعقب الأمير فليتة بن القاسم حاكم مكة لأن هذا القول هو قول أئمة وعلماء ونسابي آل البيت رضي الله عنهم كالنسابة عزيز الدين أبي طالب من نسابي القرن الخامس والسادس والنسابة ابن عنبه من نسابي القرن الثامن والتاسع والنسابة ابن عميد الدين الحسيني النجفي من نسابي القرن العاشر .
أما العلماء والأئمة الذين عاصروا أو اتوا بعد حكم فليته بن القاسم فذكروا تفاصيل حكمه وما حصل من خلاف بين أبنائه وسردوا تواريخهم ولم يذكروا ابن يسمى حسين بن فليته ! فقد قال النسابة ابن فندق البيهقي المتوفي عام 565 هـ في كتابه لباب الأنساب والألقاب والأعقاب
والعقب من الأمير فليتة: الأمير هاشم والأمير يحيى والأمير عبد الله والأمير عيسى .
ولم يذكر حسين بن فليتة !
وكذلك ذكر كتاب الشجرة المباركة في أنساب الطالبية للفخر الرازي المتوفي عام 606 هـ
أما القاسم، فله من الأبناء ثلاثة فليتة الأمير بمكة، وله ابن اسمه هاشم وعلي ولم يعقب، وأحمد قتله أخوه. وأما علي، فله الحسن وحده، وللحسن بركة وحده، ولبركة ولد.
ولم يذكر حسين بن فليتة !
وأحمد بن عنبه المتوفي عام 828 هـ صاحب كتاب عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب ذكر أن لفليته بن القاسم أبناء لم يذكر فيهم حسين !
وضامن بن شدقم الحسيني المدني الذي كان حيا سنة 1088 هـ صاحب تحفة الأزهار ذكر لفليتة بن القاسم عيسى وهاشم ومالك ويحيى ولم يذكر حسين !
وفي هذه المراجع ما يكفي لإثبات ذلك وهؤلاء النسابين هم أرباب وأئمة هذا الفن ومنهم النقباء ، وأما إيراد هذه المراجع وغيرها كمصادر للنبذة التي وضعها إبراهيم بن منصور بن درويش عن الهواشم الأمراء وفي كتاب التحقيق الذي ألفه وهو يعلم بعدم وجود حسين بن فليته فأمر مستغرب منه ولا نريد أن نقول بأنه فعل يرقى إلى التدليس على القراء والباحثين .
أما المرجع الوحيد الذي ذكره إبراهيم بن منصور بن درويش وأورد حسين بن فليته هو كتاب معجم أشراف الحجاز لأحمد ضياء قللي وهو علاوة على كونه كتاب معاصر ( صدر عام 1427هـ ) لا يقارن بالمصادر التي ذكرتها فهو ناقل من كتاب معاصر وبدون تدليل على وجود حسين بن فليته كذلك ، فصاحب المعجم نقل عن كتاب تحقيق منية الطالب في أنساب الأشراف الأمراء لإبراهيـم بن منصور نفسه والذي صدر عام 1419هـ !. وليست المعاصرة هي الخلل الوحيد هنا فكذلك المنطق المعكوس بإثبات صحة كناب التحقيق بمرجع متأخر عنه ناقل منه ! .
ورغم جميع ما تقدم فإن إبراهيم بن منصور بن درويش يعكف كما نعلم على جمع كتاب إتحاف النبلاء عن الهواشم الأمراء وقد يستطيع من خلاله تدعيم زعمه بوجود حسين بن فليته بأي مرجع أو وثيقة يعتد بهما عند علماء النسب وهو الأمر الذي كان منتظرا منه إثباته في كتاب تحقيق منية الطالب في أنساب الأشراف الأمراء .
وفي الختام أقدم اعتذاري لإبراهيم بن منصور بن درويش لأن الحق لا يستحي منه وحفظ نسب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيانته من أجل القربات إلى الله ..هذا واصلي واسلم على خير ولد آدم أبا البتول والسبطين سيدنا محمد الهاشمي الأبطحي وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار وسلم تسليماً كثيراً.
قلت أنا ليس هذا فحسب وإنما من المعروف أن ذرية يحيى بن عبدالله المحض كانت مطاردة سياسيا من قبل الخلفاء العباسيين وقد يكون من المتعذر إغفال احدهم مثلا لهذا العذر ، أما فليتة بن القاسم فقد مات وهو حاكم مكة وخلفه أبناءه وأبناء أبناءه وهو ( فليته بن القاسم ) قد توفي في منتصف الفترة الزمنية لدولتهم ، فلا عذر حينذاك لإغفال ابن الحاكم حسين بن فليتة لو وجد أصلا !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق